كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



القرآن.
فقلت: إذا حفظته فما يكون آخره؟
قالوا: تجلس في المسجد فيقرأ عليك الصبيان والأحداث ثم لا يلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو مساويك فتذهب رئاستك.
قلت: من طلب العلم للرئاسة قد يفكر في هذا وإلا فقد ثبت قول المصطفى- صلوات الله عليه-: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه (1)).
يا سبحان الله! وهل محل أفضل من المسجد؟ وهل نشر لعلم يقارب تعليم القرآن؟ كلا والله وهل طلبة خير من الصبيان الذين لم يعملوا الذنوب؟!
وأحسب هذه الحكاية موضوعة ففي إسنادها من ليس بثقة.
تتمة الحكاية: قال: قلت: فإن سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني؟
قالوا: إذا كبرت وضعفت حدثت واجتمع عليك هؤلاء الأحداث والصبيان ثم لم تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب فيصير عارا عليك في عقبك.
فقلت: لا حاجة لي في هذا.
قلت: الآن كما جزمت بأنها حكاية مختلقة فإن الإمام أبا حنيفة طلب الحديث وأكثر منه في سنة مائة وبعدها ولم يكن إذ ذاك يسمع الحديث الصبيان هذا اصطلاح وجد بعد ثلاث مائة سنة بل كان يطلبه كبار العلماء بل لم يكن للفقهاء علم بعد القرآن سواه ولا كانت قد دونت كتب الفقه أصلا.
ثم قال: قلت: أتعلم النحو.
فقلت: إذا حفظت النحو والعربية ما يكون
__________
(1) أخرجه البخاري (5027) و(5028) في فضائل القرآن باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأبو داود (1452) في الوتر باب ثواب قراءة القرآن والترمذي (2099) في ثواب القرآن باب: ما جاء في تعلم القرآن.
وابن ماجه (211) في المقدمة باب: فضل من تعلم القرآن وعلمه وأحمد 1 / 57 58 69 والدارمي 2 / 437 في فضائل القرآن باب: خياركم من تعلم القرآن وعلمه.
من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.